تطوير الذات

اوبرا وينفري – قصص ملهمة

اوبرا وينفري – قصص ملهمة

لم أسمع أنّ هناك أحداً كانت حياته من نجاح لنجاح منذ بداية حياته ربما عدد قليل جداً كانوا كذلك، ففي رحلة تحقيق الذات واكتشاف أحلامنا ومانطمح له سنجرب العديد من المجالات إلى أن نجد شغفنا سيكون هناك عدد لا بأس به من المحاولات بعضها تفشل وبعضها تنجح، ولا بد من وجود عقبات تعترض طريقنا، هناك من يستسلم ويتوقف عندها،

أما الناجح فهو الذي يصل إلى خط النهاية ويحقق مايحلم به،

وهناك من يسعى لإيجاد طرق يحفز بها نفسه لكي يستمر ولا يستسلم، ومن أفضل الطرق التي تحفز على الاستمرار والتفاؤل وعدم اليأس هي القصص الملهمة عن أشخاص مروا بصعوبات ووصلوا أخيراً لأحلامهم.

سنذكر قصص ملهمة لمشاهير ناجحين ستحفّز لديك عزيمتك في رحلتك نحو تحقيق وتطوير الذات. قد تكون سمعت عنهم من قبل نأمل أن تجد مايلهمك فيها. أول قصة ملهمة ستكون عن اوبرا وينفري .

اوبرا وينفري

من منا لم يسمع عنها؟ أوبرا من النساء الأكثر نفوذاً في العالم، وتمتلك ثروة كبيرة بالمليارات، وقد حققت نجاحاً كبيراً على مستوى تطوير ذاتها، هي رمز إعلامي أمريكي مهم، مذيعة تلفزيونية، ممثلة، منتجة.. وفي ظل نجاحات أوبرا هل فكرت يوماً بما مرت به في حياتها لتصل إلى ماهي عليه اليوم؟ حسناً دعنا نخبرك.

قصة حياة أوبرا هي نموذج رائع للمرأة المكافحة التي انتقلت من مستوى الفقر إلى قمة المستوى المادي.

عاشت أوبرا طفولة صعبة جداً، كانت والدتها تعمل كخادمة، أما والدها فكان عامل منجم ثم عمل كحلاق فيما بعد، كانت والدتها تذهب للعمل كخادمة وتترك أوبرا وهي طفلة صغيرة في مزرعة مع جدتها الصارمة، وقد تعرضت للضرب بالعصا من قبل جدتها إن أساءت التصرف!

اوبرا الطفلة لم تمتلك أي حذاء ولم يكن لديها أي فستان، لقد امتلكت ذلك أول مرة عند ذهابها إلى المدرسة، أما وسيلة الترفيه بالنسبة لها فكانت صداقتها مع حيوانات المزرعة، أما ماهو أهم شيء في طفولتها فهو اهتمامها بالكتب، فقد اهدتها جدتها أغلى هدية في حياتها – كما صرّحت أوبرا وينفري – وقد علمتها القراءة والكتابة قبل أن يصبح عمرها 3 سنوات.

وتعتبر اوبرا أن صرامة جدتها هي المعلم الأول لها فالقوة التي تمتلكها أوبرا وطريقة تفكيرها هي نتائج تعاملات جدتها ومابذلته من جهد معها.

أوبرا قفزت للصف الأول في الخامسة من عمرها

بسبب تعلمها للقراءة والكتابة مبكراً، عندما كانت في الخامسة من عمرها وقد بدأت في مرحلة الروضة قامت أوبرا بنفسها بكتابة رسالة تطلب فيها من معلمها أن ينقلها مباشرة إلى الصف الأول، وقد اندهش المعلم من ذلك وقد استجاب لها فعلاً.

وقفزة أخرى لأوبرا كانت بعد دراستها للصف الاول انتقلت للصف الثالث مباشرة، وكانت هذه القفزات ذات دلالة مبكرة على إمكانيات أوبرا وينفري الكبيرة.

بعد قضاء اوبرا سنواتها الستة الأولى في كنف جدتها عادت مجدداً للعيش مع والدتها وأخوتها، كانت أوبرا متميزة برغم فقرها ولم تمنعها حياة الفقر من المشاركة في العروض العامة والمسابقات الشعرية وكافة النشاطات المميزة وقد أطلق الجميع على اوبرا وينفري لقب “المتكلم الصغير”.

الإيمان بمقدرة النفس هي أساس تنمية الذات

ومن أجمل ما قالته أوبرا في إحدى مقابلاتها أنها كانت متأكدة دائماً بأنها ستصبح الشخص الذي هي عليه الآن ذات يوم. ربما من أهم الأمور لتنمية الذات أن تؤمن بنفسك ومقدرتك على التميز والإبداع برغم الظروف التي تحيط بك ، وبرغم العقبات التي تعترض طريقك.

عاشت أوبرا لمدة عامين مع والدتها، وفي سن الثامنة انتقلت للعيش مع والدها فقد كان والداها منفصلان ولكل منهما عائلة خاصة به، وبقيت لمدة عام واحد مع والدها إلى أن أجبرتها والدتها للعودة للعيش معها كونها تمتلك الحق القانوني بالوصاية عليها، فعادت أوبرا إلى الحي الفقير مرة أخرى. قبل أن يستعيدها والدها مجدداً في عمر الرابعة عشر.

 

قراءة الكتب أحدثت الفارق

كانت طفولة أوبرا بائسة جداً لكن ذلك لم يثني أوبرا عن طموحها وأحلامها بكل ماقرأت عنه في الكتب، وفي إحدى مقابلاتها قالت: ” أظهرت لي الكتب أنّ هناك احتمالات في الحياة.. القراءة أعطتني الأمل. بالنسبة لي كانت الكتب هي الباب المفتوح”.

والد اوبرا وينفري هو الداعم الأساسي

عاشت اوبرا مع والدها في مدينة ناشفيل وقد تغيرت حياتها حينذاك بشكل واضح وكأن الحظ بدأ يبتسم لها، فقد أحاطها والدها بالرعاية والإهتمام. وقد ذكرت أوبرا وينفري في إحدى مقابلاتها بأن والدها هو الذي حول حياتها بإصراره أن تصبح أفضل مما كانت عليه وكان يؤمن بموهبتها ومقدرتها لتصل لما هي عليه اليوم، وقد منحها حبه لكي تواصل مسيرة التعلم وتنمية ذاتها.

ولقد كانت لدى والدها وسيلة لكي تتعلم ابنته المزيد من الكلمات فكان يجعلها تتعلم خمس كلمات جديدة يومياً وإلا تبقى بدون عشاء، لقد كان لاهتمامه بها دور كبير بأن تصبح طالبة مثالية، شاركت أوبرا في فرقة عزف في كاليفورنيا بعد أن تم اختيارها من قبل المدرسة، وحينما شاهدت ممشى مشاهير هوليوود هناك جعلت لديها هدفاً ووعدت نفسها بإنجازه بأن يكون لها مكان بين النجوم ذات يوم.

منحة دراسة جامعية

المزيد من المشاركات والمسابقات الأدبية في الخطابة والدراما أظهرت براعة أوبرا وفازت بمسابقة خطابية من Elks Club وحصلت على إثرها على منحة دراسية كاملة في جامعة ولاية تينيسي.

دعوة إلى البيت الأبيض

تلقت أوبرا في فترة مراهقتها دعوة من الرئيس الأمريكي نيكسون لزيارة البيت الأبيض، فقد كانت ممثلة بارزة للشباب أصحاب البشرة السوداء في ناشفيل.

التجربة الإعلامية الأولى

أما دخولها للتجربة الإعلامية فكانت من خلال محطة إذاعية WVOL وقد دعاها حينذاك مدير برنامج التمثيل جون هايدلبرغ بعد أن لاحظ موهبتها في مسابقة ” ملكة جمال الوقاية من الحرائق” التي فازت بها. وكانت حينذاك في المدرسة الثانوية، وتعمل بدوام جظزئي مع الإذاعة وقد اتقنت وظيفتها فيها وكانت تحصل على 100 دولار في الإسبوع الواحد. وهكذا كانت بداية جني الثمار لموهبة التحدث التي تمتلكها أوبرا وينفري.

أول مذيعة أخبار من ذوات البشرة السوداء

درست أوبرا في جامعة تينيسي بتخصص الخطابة والدراما، وفي سنتها الجامعية الأولى أصبحت ملكة جمال البشرة السوداء في تينيسي وثم ملكة جمال البشرة السوداء في ناشفيل، ومن ثم حصلت على عرض عمل في محطة CBS التلفزيونية المحلية، وأصبحت حينها أول مساعدة من ذوات البشرة السوداء لمذيعة نشرة الأخبار المسائية في ناشفيل، وكان عمرها فقط 19 عاماً.

في العام التالي أصبحت أوبرا وينفري مذيعة الأخبار على تلفزيون ناشفيل من ذوات البشرة السوداء، وقد كان ذلك تحدياً كبيراً في ذلك الوقت حيث كات العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء متفشية كثيراً.

العاطفة تسببت بفشلها ولكن ماذا بعد ذلك؟

عملت أوبرا لمدة تسعة أشهر كمذيعة للأخبار ولكنها فشلت بتقديم الأخبار بسبب عاطفتها وتفاعلها وهي تقرأ الأخبار، مثل الكوارث الطبيعية التي تحصل او انخفاض أسعار الأسهم في البورصة كانت تبتلع دموعها وصوتها يرتجف وهي تقرأ مثل هذه الأخبار، كانت متعاطفة وصادقة في المشاعر .. وتم طردها من تقديم نشرة الأخبار.. لكن لم تتوقف اوبرا عند هذا الحد بل استمرت بكل ثقة في ذاتها وواصلت سيرها نحو تحقيق ماتطمح إليه. وربما عاطفتها وصدق مشاعرها هما ما قد جعلاها ناجحة وغنية لاحقاً.

مقدمة برنامج حواري

لم تتوقف العروض للعمل التلفزيوني لأوبرا، فقد شغلت منصب مذيعة مشاركة للأخبار مجدداً وعملت فيه لمدة عامين، وبعدها عملت مضيفة لبرنامج حواري محلي WJZ . وقد ارتفعت تقييمات أوبرا حينذاك كثيراً. وبعد أول عرض على الهواء لبرنامجها أدركت أوبرا شغفها وقد علقت على ذلك قائلة: ” خرجت من البث المباشر وقلت لنفسي هذا مايجب أن أقوم به، إنه مثل التنفس”.

ربما حينما تعيش مثل هذه التجربة وتقوم بتجربة عمل جديد وتشعر كأنه مثل الاوكسجين في حياتك عندها تكون قد حققت ماتبتغي إليه ووصلت لحلمك وتحقيق ذاتك، عندها واصل تطوير ذاتك في هذا المجال لأنه يعبر عنك حتماً.

وتلاحقت بعدها أعمال البرامج الحوارية لـ أوبرا وينفري وحققت الكثير من الأرباح المالية في مسيرتها، ونالت محبة الجمهور، ونافست ببرامجها نجوم إعلاميين وتفوقت عليهم، كل ذلك حصل بسبب إيمانها بنفسها وبما تستطيع القيام به، وبالأساس بتطويرها لمهارة الخطابة لديها.

عملت أوبرا في مجال التمثيل أيضاً وقد أحبها الجمهور برغم أنه لم يكن لديها أي خبرة سوا التحاقها في نادي الدراما في كليتها الجامعية، وقد تم ترشيحها لجائزة الأوسكار وجائزة جولدن جلوب عن أفضل دور لممثلة مساعدة في أول فيلم مثلته. ولعبت أدوار متلاحقة في السينما والمسلسلات والرسوم المتحركة الشعبية.

الأعلى دخلاً بين مقدمي البرامج التلفزيونية

تلاحقت النجاحات لأوبرا وينفري إلى أن أصبحت مقدمة لبرنامج تلفزيوني خاص بها، ومن ثم قامت شركة النقابات التلفزيونية King World Production بتضمين برنامج أوبرا في بثها الذي يغطي مايقارب 138 بلدة ومدينة، مما جعلها تحصل على أعلى أجر بين مقدمي البرامج التلفزيونية، وانتشرت شعبيتها ليس في أمريكا فقط بل تجاوزه إلى العديد من دول العالم الأجنبية والعربية.

المشاهير الذين التقت بهم في مسيرتها المهنية

كانت مسيرة اوبرا وينفري المهنية حافلة بلقاء شخصيات مشهورة وبارزة فعلى الصعيد السياسي استضافت أوبرا بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، والتقت بمايكل جاكسون الذي قليلاً ما ظهر في الصحافة، كما قابلت أوبرا مارك زوكيربيرج مؤسس الفيس بوك، والتقت بمؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، والقائمة تطول من رجال أعمال وناجحين ومشاهير من شتى أنحاء العالم.

اوبرا وينفري شخصية مؤثرة

أصبحت اوبرا وينفري شخصية مؤثرة على فئة واسعة من الجمهور المتابع لها، على سبيل المثال عند ظهور مؤلف كتب في لقاء معها ارتفعت نسبة مبيعات كتابه الذي تم ذكره في الحلقة، أهتمت أوبرا بتقديم النصائح في شتى المجالات واهتمت بالقضايا الإجتماعية المختلفة وناقشتها بكل حيادية، كانت أوبرا مثالاً للمرأة الأمريكية النموذجية كما قد أطلق ذلك عليها الرئيس الامريكي جورج بوش الإبن.

النجاح المتنوع في حياة اوبرا وينفري

برغم تحقيق أوبرا الأجر الأعلى بين مقدمي البرامج التلفزيونية إلا أن ذلك لم يدعها تدخل في نطاق الراحة وتترك المثابرة لفعل المزيد من النجاحات أو أن تكتفي بما حققت لتلك اللحظة بل على العكس، قامت أوبرا بتأسيس شركتها الخاصة لإنتاج البرامج التلفزيونية وقامت بشراء استوديو تلفزيوني بمساحة 9000متر مربع في شيكاغو، وأصبح لديها استوديو خاص بها تقدم به برنامجها المشهور أوبرا وينفري. وقد انتجت شركتها أفلاماً وثائقية تم بيعها لقنوات تلفزيونية مختلفة.

بعد شيكاغو انتقل مقر شبكة أوبرا في ويست هوليود، وقد وصل دخل أوبرا في 1993 98 مليون دولار، وأصبحت أوبرا أول إمرأة أمريكية من أصول أفريقية تمتلك شركة إنتاج خاصة بها في مجال الترفيه.

واستمرت اوبرا في تنويع مشاريع نجاحها مؤسسة مجلة خاصة بها باسمها والتي أصبحت من أنجح المجلات في تاريخ الصحافة فقد تجاوزت عدد نسخها المطبوعة المليوني نسخة.

واستثمرت أوبرا في مجال العقارات واشترت الكثير من العقارات غالية الثمن في أماكن مميزة، كما قد اشترت طائرة Global Express XRS ، وأسست أوبرا موقع Oprah.com الناجح.

لم تنسى أوبرا وينفري الجانب الخيري فاهتمت بالتبرع للجمعيات الخيرية والصناديق الداعمة للأطفال، وتمويل مدارس في أفقر البلدان الأفريقية، وتقديم مساعدات مالية لضحايا الإعصار كاترينا.

ما سر نجاح اوبرا وينفري ؟

تأتي العاطفة الصادقة في المرتبة الأولى التي منحت الطاقة لنجاح أوبرا، لم تكن أولوية أوبرا تحقيق الربح المادي لقد سعت لتحقيق حلم طفولي لها من أجل تعليم الناس ومساعدتهم، حتى أنها عندما كانت تعرض أي منتجات لك تكن تأخذ عمولة على إعلانها لها في برنامجها الخاص، إلا أنها ركزت حقاً على الأشياء الجيدة وأعلنت عما يستحق الإعلان عنه. ولربما أكثر ما حقق هذه الثروة الهائلة لأوبرا هو عدم تخليها عن مبادئها مقابل الثروة والمال لذلك كان لها هذا النجاح الكبير والربح الوفير الضخم.

أوبرا كانت شخصية حساسة وجذابة وكانت مخلصة في عملها وشجاعة في طرح القضايا الدقيقة دون إثار التكهنات حولها، وكانت تحفز الجميع دائماً.

تخطت اوبرا الكثير من العقبات نحو طريقها للنجاح، هي فعلت ذلك وبإمكانك أيضاً ان تؤمن بنفسك وتفعل مثلها، نتمنى أن تكون قد استمتعت معنا في سيرة أوبرا وينفري الذي حاولنا اختصاره في هذه السطور وتكون قصة نجاحها من قصص ملهمة لك وتساعدك على تخطي أي عقبات أو ظروف لتصل لما تريد.

ونختم هذا الموضوع بقول لـ اوبرا وينفري :” السر الكبير في الحياة هو انه لا يوجد سر كبير. مهما كان هدفك يمكنك الوصول إليه اذا كنت على استعداد للعمل”.

السابق
هذه القصة تعرفك أهمية البر بالوالدين
التالي
10 طرق ذكية تساعدك على ضبط النفس

اترك تعليقاً