يختلف مفهوم تطوير الذات في الإسلام عن مفهومه في النطاق العلمي التنموي ، وعموما تطوير الذات في الإسلام يرمي الى تعريف أكثر دقة وعمقا ، وهو العمل بناءا على ما جاءت به أحكام الشريعة الإسلامية ذات المقاصد الخمس التي من ضمنها يدخل تطوير الذات ، وهي : حفظ الدين ، حفظ النفس ، حفظ العرض ، حفظ العقل ، حفظ المال . ويمكن ان ندج تطوير الذات في خانة حفظ العقل وحفظ النفس ، لكن ذلك لا يعني ان نتجاهل المقاصد الثلاث الأخرى ، ففي كل واحدة منها على حدة سنجد جانبا لتطوير الذات ، لكن الاكثر دقة وتركيزا هما المقصدين : حفظ العقل وحفظ النفس .
كيف يتجلى تطوير الذات في الإسلام ؟
حفظ الدين : الدين هو جموع العقائد والعبادات والأحكام التشريعية لتوطيد صلة الناس بخالقهم ولتنظيم العلاقات الاجتماعية. وعندما تمشي على المنهج المشرع بٱتباع الاوامر وٱجتناب النواهي فأنت تطور من ذاتك روحيا ، وسرعان ما تكتس اليقين الكامل بالله ثم الإيمان بذاتك ، هذا أيضا يرفع من منزلتك عند ربك .
حفظ العقل : بالابتعاد عن كل ما يذهب العقل ، لأنه من شأنه أن يوقع بك في ادنى درجات الانحطاطفتتكاسل عن أداء واجباتك سواء الدينية والدنيوية ، وبالتالي انت لا تطور من ذاتك إنما توقع بها أكثر .
حفظ النفس : النفس امانة وجب عليك الحفاظ عليها ، ومن عوامل ذلك المواظبة على التمارين الرياضية ومن المعروف تأثير الرياضة على كل من الصحة النفسية والجسدية .
حفظ النسل : عندما تكون منزها من اي شبهة ومتجنبا لأي كبيرة من الكبائر كالزنا والقذف . أنت بهذا تسمح لذاتك بالترقي درجات .
حفظ المال : بتحريم السرقة والخداع . وتجنب الفساد والتبذير ، هذا أيضا منافي للمبادئ الإنسانية . والمبادئ الإنسانية بمجملها ماهي إلا قيم ترفع من مكانة الإنسان مع نفسه اولا . ثم في أعين الٱخرين ثانيا . في المقابل أباح الإسلام نشاط التجارة والبيع والشراء والتبادلات التجارية . بل نجد أنه وضع قوانين العقود وأشياء من هذا القبيل . عندما تطور تجارتك أو مشروعك ويدر عليك القدر الوافر من المال تشعر مباشرة بالتطوير الذاتي وبأنك ٱكتسبت مزيدا من الخبرات الحياتية التي تعينك في تحقيق الثراء .
وجاء الإسلام في القرٱن الكريم والسنة النبوية الكريمة بمجموعة من التشريعات والسنن التي في مجملها تفضي الى تطوير الذات . وأول هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر التقليد الأعمى وهو ٱتباع سلوك افراد ربما يختلفون عنك بثقافتهم وديانتهم والبيئة التي ترعرعوا فيها .
فتقع في سلوك من الممكن أن يكون خاطئا وينافي تربيتك وأحكام دينك . خصوصا لو كان المتلقي شابا او مراهقا. لا يفرق بين الصح والخطأ كموضة السراويل المقطعة او تلك الغير مشدودة عند الحزام إنما يشدونها عند مستوى الحوض ! هذا من جهة . من جهة أخرى ،. ألم تفكر يوما ان مسألة التقليد الأعمى ستسلب منك فرديتك وتوحدك واختلافك ؟ ألم تلحظ أنكلا تكون ” انت ” إنما تسعى جاهدا لتكون نسخةمن غيرك .؟ أنت هكذا لا تسمح لذاتك بالسمو. لا تعظمها ولا تعاملها كما يجب . بالتالي أن لا تطور من نفسك . أنت بصدد تهديم ذاتك الفردية التي خلقك الله بها .تلك الذات التي تتيح لك الإختلاف .في الأخير ستصل الى نتيجة وحيدة وهي البقاء في القاع المزدحم دون أدني محاولة للتطوير .