لا تمُرُّ الحياة على وتيرة واحدة، وكما أن هناك أوقاتًا للسعادة والفرح، فإن هناك أوقاتًا سيئة وتؤدي إلى صدمات نفسية؛ مثل: فقدان عزيز، أو المشاكل العاطفية، أو نتيجة لتراكُم الديون، أو حدوث إصابة جسدية، أو الفشل في أي من أمور الحياة بوجه عام، وبالطبع فإن المشاعر السلبيَّة التي تُسيطر على الإنسان في ذلك الوقت كفيلة بأن تُكبِّله وتجعله مُنعزلًا، وفي بعض الأحيان فإن البعض قد يصل به التفكير إلى الإقدام على الانتحار، والبعض ينخرط في إدمان الكحوليات أو شُرب الكحوليات، وسنستعرض في مقالنا أفكارًا مهمة لعلاج الصدمة النفسية.
ما أعراض الصدمة النفسية ؟
يوجد كثير من أعراض الصدمة النفسية، وتتوقَّف حدَّة تلك الأعراض على نوعية ما يتعرَّض له الشخص من أزمة، وطبيعة الشخص ذاته، ومن أبرزها ما يلي:
- الشعور بالخوف والقلق من تكرار الحادثة: تؤدي الصدمة النفسية لشعور المُتأذِّي بخوف شديد وقلق من تكرار الموقف مرَّة أخرى، ونجد على سبيل المثال من تعرَّض لحادث لسيارته بطريق معين، وبعد فترة من التعافي فإنه يظل خائفًا من قيادة العربية لمدة كبيرة؛ حتى لا يحدث تكرار لذات الموقف من جديدة، وبالمثل فإن من يحدث له ارتطام في مكان ما، فينتابه مخاوف متكررة عند مروره بالمكان… وهكذا.
- رفض تذكر الحدث السيئ: يُعد رفض تذكر الحدث السلبي من بين أعراض الصدمة النفسية الأساسية، حيث إن معظم من يتعرَّضون لأزمات نتيجة لصدمات نفسية لا يرغبون في استرجاع ما مرُّوا به؛ نظرًا لأن ذلك يُسبِّب لهم آلامًا نفسية شديدة.
-
رسوخ الحادث في الذهن وعدم نسيانه بسهولة الصدمة النفسية:
- يظل من تعرَّضوا للأزمات النفسية مُتذكرين لما حدث لهم لفترات زمنية طويلة، وبمجرد رؤية الشخص الذي سبَّب الأذى النفسي، أو المكان الذي حدثت فيه الوقائع الأليمة، أو حتى عند ذكر اسم الشخص الذي كان له يد في حدوث أزمة نفسية؛ فيبدأ المريض أو المُتأذِّي في استرجاع وجيعته من جديد، وكأن الأيام والشهور والسنين التي مرَّت على الواقعة لم يكُن لها تأثير.
- التَّأتأة والثَّأثأة في الكلام: تُعَدُّ التَّأتأة والثَّأثأة أحد أعراض الصدمات النفسية، وفي الغالب يحدث ذلك العرض عند الأطفال الذين يتعرَّضون لصدمة نفسية، وبالنسبة للصدمات النفسية عند الكبار فيُصاحبها قلَّة أو امتناع عن الكلام، والرغبة في الصمت الدائم.
- التبوُّل اللا إرادي: من بين أعراض الصدمة النفسية إمكانية حدوث تبوُّل لا إرادي نتيجة للخوف الشديد، ويحدث ذلك أثناء النوم، علمًا بأن ذلك لم يحدث قبل الصدمات النفسية، بمعنى أنه ناتج عن الخوف والرهاب والانفعال، وليس بسبب فسيولوجي عضوي.
كيف يمكن علاج
الصدمة النفسية؟
يُوجد مجموعة من النصائح والإرشادات المهمة في سبيل علاج الصدمة النفسية:
- مصارحة ذوي القُربى: كتمان الكلام عمَّا حدث من صدمة نفسية قد يزيد الوضع سوءًا، ويجعل من الأمر مرضًا مُستديمًا، لذا فمن المهم البوح بما يحدث من أزمة، والتعبير عن المشاعر الحزينة التي يضيق بها الصدر؛ ففي ذلك راحة كبيرة، والاعتراف السريري هو إحدى الطرق المحورية لعلاج المرضى النفسيين بشكل عام.
- الانخراط الأسري والمُجتمعي: يُعتبر الانخراط الأسري والمجتمعي من أسس علاج الصدمة النفسية، فطالما وُجِدَ الإنسان بمفرده؛ فسيفكر فيما حدث له من إشكاليات أو صدمة نفسية، ومن ثم فإنه يمكن التغلب على ذلك من خلال الاندماج مع أفراد الأسرة أو المجتمع بشكل عام؛ سواء في الوظيفة، أو النادي، أو الأصدقاء… إلخ.
-
شغل الوقت بأي عمل مُفيد:
- من المهم أن يقوم الفرد بعد التعرض لأزمة أو صدمة نفسية بأي أعمال مفيدة، ويشغل وقته على مدار الساعة حتى لا يُراوده أي تفكير سلبي، وخاصَّة في المرحلة الأولى ما بعد الصدمة النفسية.
- وضع أهداف حياتية أو عملية جديدة: ينبغي أن يبدأ الإنسان بعد الصدمة النفسية مرة أخرى، فعجلة الحياة لن تتوقف، وما نراه يُحدث آلامًا نفسية اليوم؛ فإنه سيُصبح منسيًّا بفضل الله في الغد، وفي حالة التعرض لعمل مُشين من جانب شخص، فإن ذلك لا يعني أن الجميع سيئون، بل نحن من لم نُحسن الاختيار، وما زال الأمر بأيدينا طالما نتنفَّس الهواء، وتنبض قلوبنا بالحياة، وفينا عقلنا نحسم به كافة الأمور.