على الرغم من أن فضيلة الرفق بالحيوان من الأمور التي يحث عليها الإسلام إلا أن قليلا من الناس – خاصة في المجتمعات العربية- ما يمارسون الرفق بالحيوان. بسبب عدم قدرتهم على تخيل الفضل والخير والنعمة التي سيكونون فيها إذا تحلوا بهذا الخلق القويم.
من خلال هذه القصة نستعرض معكم في موسوعة اسألني قصة مُلهمة عن الرفق بالحيوان. حدثت في دولة عربية لم نحب أن نشارك إسمها مع القراء حفاظا على خصوصية أبطال القصة.
هل يمكن أن يغير الرفق بالحيوان حياتك؟
بدأت القصة عندما كان الأب والأم وإبنة صغيرة لم تتجاوز – في وقت حدوث القصة – حوالي ١٠ سنوات. كانت الأسرة في طريقها لقضاء يوم ممتع على شاطىء البحر. في هذا الوقت من العام كان من النادر أن يتواجد أخرون على الشاطىء نتيجة البرودة النسبية للطقس. لذلك اختار الأهل هذا الأيوم ليحظوا ببعض الخصوصية.
لكن ضيفا غير معهودا كان موجودا معهم على الشاطىء. جرو صغير السن والحجم يبدو أنه يبحث عن أحد يرعاه، وقد ظهر عليه علامات الهزال الشديد نتيجة عدم وجود من يرعاه وعدم وجود أي طعام أو ماء على الشاطىء.
في البداية خافت الأبنة الصغيرة والأم – والتي كانت حاملا في شهورها الأخيرة- من الجرو. لكن سرعان ما طمأنهم الأب وقرر على الفور تبني الجروب وانقاذه من المصير المحتوم في حال تركوه بدون طعام ولا ماء. وكان قرار تبني الجرو نابعا من شعور الأب بضرورة العطف على الحيوان والرفق به. خاصة وأن المنزل الذي يعيش فيه ملحقا بحديقة واسعة نسبيا يمكن استضافة الجرو فيها.
كيف رد الحيوان الجميل؟!
بعد سنوات طويلة من هذا الموقف. نسى الرجل صاحب المنزل هذا الأمر. وبقى الجرو – الذي أصبح اليوم كلبا- في رعاية سيده وحماية المنزل من الغرباء. وفي هذا الوقت كانت المولودة الجديدة – التي كانت الأم حاملا فيها أثناء واقعة اكتشاف الجرو- قد اصبحت طفلة تحبو.
وفي أحد الأيام هاجم الحديثة ثعبان سام. واكتشف الكلب الثعبان وهاجمه قبل أن يفتك بالفتاة الصغيرة التي كانت تقترب منه غير مدركة لما ينتظرها من خطر داهم
لكن للأسف الشديد تسبب هجوم الكلب على الثعبان أن تعرض لعضة منه، فمات بعد انقاذه الطفلة بدقائق معدودة. وحين حضر صاحب المنزل أدرك أن الخير الذي قام به منذ سنوات طويلة قد سُدد. فها هو الكلب الذي أطعمه وتبناه منذ سنوات يصبح اليوم درع الأمان الذي سيضحي بحياته من أجل حماية المنزل الذي راعاه.
الرفق بالحيوان ليس رفاهية
كتب صاحب هذه القصة يقول: تعلموا أن الرفق بالحيوان ليس رفاهية. هي صدقة جارية عن حياتك كلها. سيرُدها الله – سبحانه وتعالى – حتما ذات يوم سواء كان قريبا أو بعيدا. وسيحميك الله كما حميت أحد الكائنات الحية التي خلقها. ولا تنسى أن امرأة دخلت النار في قطة، ورجل دخل الجنة في كلب!