هل حدث من قبل وقابلت شخصاً لأول مرة ثم شعرت فور رؤيته و الحديث معه بعدم الراحة و أن ثمة أمر ما غريب ،غالباً ما يكون شعورك ناتج عن تعابير وجهه وهيئته و هو ما يعرف بلغة الجسد، ربما سمعت عن هذا المصطلح في مكان ما لكنك لا تدري ماذا يعني بالضبط ؟
ما هي لغة الجسد؟
يعرف العلماء لغة الجسد على أنها : تعابير الوجه والإيماءات والهيئة والحركات التي يعبر بها الأشخاص عن ما يدور بداخلهم من مشاعر و أفكار و غالباً ما يقومون بها بلا وعي، و الهيئة تشمل تعابير الوجه كالابتسامة و العبوس و الاندهاش أو الإيماءات وحتى طريقة وقوفنا، كالانحناء إلى الأمام أو وضع اليدين خلف الجسد.
لغة الجسد قديماً
و قد عرفت لغة الجسد قديماً بالفطنة أو الفراسة، وهي أن الشخص يدرك بواطن الناس حتى وان كانت مخالفة لما يظهرونه، و حكي عن العرب الكثير من قصص الفراسة، إذ كانوا يدركون مراد الشخص المقبل عليهم، بفطرتهم من قبل أن تعرف لغة الجسد كعلم يدرس.
أهمية لغة الجسد
هل تعلم أن أصحاب المناصب والنفوذ و ريادي الأعمال و القادة يتلقون تدريباً مكثفاً في لغة الجسد، حيث يؤثر ذلك في صورتهم و مصداقيتهم أمام الجماهير، فيتعلمون من خلالها ضبط طريقة حديثهم و حركات أيديهم و حتى طريقة وقوفهم، وعلى الرغم من احترافية تدريبهم و اتقانهم للغة الجسد، إلا أن عقلنا اللاواعي الذي يتحكم في الجسد اعتمادا على الأفكار والمشاعر الداخلية يأخذ زمام المبادرة في اللحظة التي نشعر فيها بالتوتر ، فيختل التوازن بين الإيماءات و يظهر ما نحاول إخفاءه، ومن هنا ندرك أنه من الصعب تزييف لغة الجسد، إذ حتى لو اتقنا الحركات الواضحة سوف تخوننا بعض تعابير الوجه و ،يسهل كشف التزييف. وهذه ليس دعوة الى ترك التدريب على لغة الجسد و عدم الإنتفاع بها و لكن الى الاعتدال بدون مبالغة في التصنع.
لغة الجسد و اختلاف الثقافات
في كل الثقافات تتشابه تعابير وجوهنا، فجميعنا نبتسم عند الشعور بالفرحة و السعادة و نعتبر الذي يبادر بالبسمة، شخصاً جيدا يسهل التعامل معه بأريحية، وهو شيء ندركه بالفطرة، فحتى الأطفال الرضع و هم الذين لم يتلقوا تعليماً لإظهار تعابير معينة يبتسمون قبل أن تتطور باقي الحواس لديهم.
نصائح لترك انطباع أفضل انطباع عند الآخرين من خلال لغة الجسد:
-
حاول التواصل بالعينين من دون اشعارٍ للطرف الآخر بالتهديد، أما اذا كنت لا تشعر بالراحة و تتحاشى النظر الى عين من تحاوره ، يمكنك النظر في المثلث الذي يمثل العينين و الأنف و سيشعر الطرف الآخر أنك تنظر الى عينيه.
-
أزل أي حواجز بينك وبين المتحدث، لكي تشعره بالانفتاح والرغبة في التعاون.
-
إذا كنت تريد أن تؤثر على من أمامك قم بنسخ حركاته وإيماءاته بطريقة عفوية ،مثلاً بإمكانك مجاراته في شرب كوب الشاي المقدم أمامكم دون مبالغة.
-
جرب أن تنحني بجسمك قليلاً إلى الأمام عندما تستمع إلى محدثك لإظهار الاهتمام، و اجلس منصباً عند التحدث لإظهار الثقة.
-
انتبه لحركات قدميك لأنه كلما ابتعد العضو عن الجسم كانت السيطرة عليه اصعب،مثلا إذا وجه الشخص قدميه بإتجاه المخرج فإن ذلك يدل على الرغبة في الهروب.
-
احترم مساحة الآخرين الشخصية ، لكل منا ثلاث دوائر شخصية ، دائرة للمعارف و دائرة للمقربين و دائرة للغرباء، إذا قابلت شخصاً ما للتو و قمت باقتحام مساحته الشخصية فإن ذلك سوف يشعره بالتهديد وعدم الراحة.
-
تذكر دائماً أن الاستخدام الامثل للمعرفة هو التطبيق المعتدل و عدم المبالغة، فلا تحاول تزييف انفعالاتك لأنك ستبدو غريباً وسيلاحظ الآخرون ذلك، ولا تنس ان الابتسامة سحر لا يخطىء.
المصادر:
- كتاب ما يقوله كل جسد تأليف عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق جو نافارو.
- مجلة هارفارد بيزنس ريفيو العربية.
- كتاب نظرات في أصول وآداب وقواعد السلوك الإجتماعي تأليف عبد الوهاب صالح الشايع.
- كتاب فن قراءة لغة الجسد تأليف الدكتور محمد حسن غانم.
- كتاب المرجع الأكيد في لغة الجسد تأليف آلان + باربارا بييز، طبعة مكتبة جرير.