تزكية النفس تعني التَّطهُّر والابتعاد عن الذنوب، سواء الكبائر، أو الصَّغائر، وتتمثَّل أهمية تزكية النفس في نيل رضا المولى – عزَّ وجلَّ – والفلاح في الدنيا والآخرة، والتَّحلِّي بالصفات والأخلاق الحميدة في حد ذاته يُشعر الإنسان بسعادةٍ غامرةٍ، كما أن ذلك له تأثير سحري في التعامل المُجتمعي بين بني البشر، ويجعل الجميع في وئام وسلام، وبعيدًا عن التَّشاحُن والبغضاء والكراهية.
ما طرق تزكية النفس؟
يوجد كثير من الوسائل أو الطرق التي يمكن عن طريقها تزكية النفس، ومن أبرزها:
-
المحافظة على العبادات:
من المهم أن يُحافظ المسلم على أداء العبادات والفرائض، فذلك من أبرز وسائل تزكية النفس.
-
قراءة وتدبُّر القرآن الكريم:
من المهم قراءة القرآن الكريم بشكل مُستديم، مع أهمية تدبُّر المعاني، والعمل بمُقتضاها، ويُعتبر ذلك من بين طرق تزكية النفس.
-
المُداومة على الاستغفار:
يقول الله – سبحانه وتعالى – في مُحكم آياته، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). صدق الله العظيم [الأنفال:33]، والاستغفار وسيلة محورية في تزكية النفس.
-
الدُّعاء للمولى عزَّ وجلَّ:
يُعَدُّ الدعاء إحدى الوسائل المهمة التي تُزكِّي النفس. يقول المولى، سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: “وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) صدق الله العظيم. [البقرة:186].
-
وسائل أخرى:
يُوجد وسائل أخرى لتزكية النفس؛ مثل: التحلي بالصدق، والأمانة، وحب الخير للناس، والصبر، واليقين بالله، ومحاسبة النفس ولومها عند القيام بذنب، والتخلص من الأخلاق السيئة؛ مثل: الطمع، والبُخل، والرِّياء، وحب الدنيا.
قصص حول تزكية النفس :
قصة الطالب وصاحب المنزل:
يقول أحد الطلاب القادمين من دولة العراق يدرس بجامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية، إنه كان يستأجر إحدى الشُّقق ويُقيم في جمهورية مصر العربية، ومرَّ بضائقة مالية، وأصبح بالكاد يجد قُوت يومه، وطالبه صاحب المنزل بدفع الإيجار الشهري المتأخر، وإلا فليتركها ويرحل في أسرع وقت، وعلى لسان صاحب الشقة: “توسَّلت للمالك بما فيه الكفاية، وأصرَّ على تركي للشقَّة في حالة عدم دفع الإيجار”.
ويُتابع الطالب حديثه: “لم أجد ما أفعله سوى أن أمشي في الشوارع دون هدف؛ لكي أخرج من حالتي النفسية السيئة، ولقد حدَّثتني نفسي بالدخول إلى أحد المساجد بنية الدعاء وتفريج الكرب، وكان يتزامن ذلك مع أداء صلاة العصر؛ فصليت في جماعة، وجلست في المسجد لفترة كبيرة، وأخذت أدعو الله بكل جوارحي، وحاولت أن أتذكَّر ما قُمتُ به من أعمال خير في دُنياي؛ كي يُنقذني المولى – عزَّ وجلَّ – مما ألمَّ بي من ضائقة مالية، وبكيت بشدة، ثم قُمتُ، وعُدت إلى المنزل…”.
ويتابع الطالب حديثه: “وبعد أقل من نصف ساعة، وبفضل الله، تفاجأتُ بصاحب المنزل يدق جرس الباب، ومن ثم قُمت بالفتح له، وفي مُخيِّلتي أنه سيُكرِّر نفس الكلام المتعلق بأخذ الأثاث والعفش، والخروج من الشقة في حالة عدم الدفع”.
ويُقسم الطالب صاحب القصَّة بالله أن صاحب المنزل قال له نصًّا:” اقعُد في الشقَّة على راحتك، سأنتظر مدة لحين أن تُدبِّر أمورك”، وبعد ذلك بيوم، جاءت للطالب حوالة بريدية من أهله بالعراق، وقام بدفع ما عليه من مُتأخِّرات، وتلك كانت إحدى قصص تزكية النفس، والتي تُظهر أهمية الدُّعاء لله وقت الأزمات.
مــــــــا حُكم تزكية النفس؟
أجمع فقهاء وعُلماء الأمة الإسلامية على أن تزكية النفس فرض عين على كل مُسلم ومُسلمة، فهي تطهير لما يُصيب النفس البشرية من شرور ومُعاصٍ.