التطوير الوظيفي

مهارات التواصل

مهارات التواصل

لقد أصبحت مهارات التواصل فرعًا مُستقلًّا من العلوم البشرية، علاوةً على أنها أصبحت تفاعُلًا مُكتسبًا له أبعاده التدريبية، وعوائده الملحوظة على مالكها والقادر على الغوص في أغوارها.

 

ما مهارات التواصل؟

 

تُعرف مهارات التواصل (Communication Skills) أكاديميًّا بأنها مجموعة القُدرات المُكتسبة التي يستخدمها الإنسان من التعاملات الحياتية مع الآخرين لتقديم أو تلقِّي أنواع مُختلفة من المعلومات والأفكار والمشاعر، وكذلك في التعبير عن موضوع ما أو حدث ما لإيصال فكرة أو انطباع معين.

 

أنماط التواصل

 

بطبيعة الحال تختلف مهارات التواصل باختلاف نمط أو وسيلة التواصل المُستخدمة، فنجد أن التواصل وجهًا لوجه له بعض مهاراته الخاصَّة، والتي تُعَدُّ أكثر صعوبة نوعًا ما مُقارنةً بوسائل الاتصال الأخرى، بينما التواصل عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني له طُرُق أخرى ومهارات مُكتسبة تخصُّه، لذا فإن التواصُل الفعَّال يُجبر صاحبه على تعلم دقائق مهارات التواصل العامة الإجمالية، وكذلك التفرُّعات المهاريَّة الخاصَّة بكل نوع من أنواع التواصل.

 

أهم مهارات التواصل استخدامًا

 

مهارات التواصل هي المظلة العامة التي تضم تحتها عددًا من المهارات المتنوعة التي تعمل معًا في سياق متصل للوصول إلى المُستهدفات من التواصُل الجيِّد.

 

أبرز أنواع مهارات التواصل ما يلي:

 

  • مهارة الاستماع:

 

وتعني إعارة المتحدث كامل الانتباه والتركيز فيما يقول على نحو جيِّد، هذه المهارة تُكسب صاحبها السُّمعة الطيبة بين المُحيطين في العمل أو الدِّراسة، أو على الصعيد الشخصي، فضلًا عن تعزيزها لمساحة لا محدودة من الود والاحترام.

 

  • مهارة تكييف التواصل بحسب الجمهور:

 

والمقصود هنا اختيار مهارات التواصل وأسلوبه وطريقته التي تتلاءم مع طبيعة الأشخاص الذين يتم التواصل معهم، فكما أن لكل حادث حديثًا أيضًا لكل شخص الطريقة المثالية في التواصل معه من حيث حجم العلاقة الاجتماعية أو العملية، ومن حيث مُرتكزات أخرى من أمثال المستوى الاجتماعي والتفكيري والتَّعليمي والثقافي.

 

  • مهارة مد جسور المودة:

 

من أبرز مهارات التواصل خلق مساحة من الود واللطف بين المتواصلين حتى حين التناقُش في المواضيع العويصة والنزاعات الناشبة، فالمهارة ههنا تكمُن في الوصول إلى المُكتسبات المرجوة من الاتصال، ولكن دون طعن، أو إخلال بالقيم النبيلة، كسؤال الشخص عن حاله، أو التبسُّم في وجهه، أو مدح رأيه الصائب حتى مع الخلاف فيه.

 

  • مهارة خلق حيِّز من الثقة:

 

الثقة بين الناس هي المهارة الأهم من مهارات التواصل، حيث إنه بطبيعة الحال يميل البشر إلى التواصل الفعَّال مع من يثقون بهم وينجذبون إلى أفكارهم ورُؤاهم، في حين أنهم يبتعدون عمَّن يفقدون الثقة فيه ويعتبرونه على غير الصواب دومًا، حتى وإن لم يكُن ذلك صحيحًا، وهنا نجد أن البشر يجتنبون أفكارًا عبقرية ورابحة لمجرد أنها بنات أفكار شخص غير موثوق.

 

  • مهارة التغذية الراجعة:

 

وتعني هنا أن أصحاب مهارات التواصل والناجحين فيها لديهم القُدرة على تقبُّل التوجيهات الصادرة نحوهم، سواء مان نقدًا أو إطراءً، ثم إعادة تدوير التوجيه على صاحبه لتوضيح صحَّته أو خطأه دون تذمُّر أو عصبية.

 

  • مهارة تنويع نبرة الصوت:

 

إن استخدام نبرة الصوت المناسبة مع حجم الموضوع محل النقاش لها أثر السِّحر في تقبُّل الآخرين للحديث، لذلك يُعَدُّ الصوت الواضح المسموع من أهم مهارات التواصل ودليلًا واضحًا على الثقة بالنفس وامتلاك أدوات الموضوع كله مع التركيز على درجات الخفض والرفع بحسب السياقات المُختلفة للموضوع الواحد، فالصوت المُرتفع على الدوام قد يُوحي بالفظاظة، أو عدم الاكتراث، خاصَّةً في الموضوعات ذات البُعد الإنساني المُفعمة بالمشاعر، وعلى العكس قد يُعبِّر الصوت المُنخفض في سياق معين عن عدم الاكتراث أو عن ضعف الحجة.

 

  • مهارة فهم المشاعر المكتومة:

كثير من موضوعاتنا الحياتية نُعبِّر عن انطباعاتنا عنها بالصمت أو بالمشاعر المكتومة، والمتواصل الجيد هو الذي يفهم الخفي من المشاعر، أو ما وراء الكلام الصريح، ثم يُبدي لمحة صادقة من التعاطف تُتيح له مساحة من التواصل الجيد الفعَّال.

 

السابق
شروط النجاح الوظيفي
التالي
ما صفات من يُعانون قلَّة الثقة بالنفس ؟ وكيف تزيد من ثقتك بنفسك؟

اترك تعليقاً