التطوير الوظيفي

دراسة جدوى

دراسة جدوى

أفكار المشروعات كثيرة ومُتنوِّعة المشارب، وتُمثِّل دراسة جدوى كل فكرة المفتاحَ الأهمَّ والأدقَّ في اتِّخاذ القرار بالمُضيِّ قُدُمًا، أو التَّراجُع عن الفكرة من الأساس، فتابعونا في هذا المقال.

تعريف دراسة جدوى المشروع

كل فكرة تحتاج قبل تنفيذها إلى آلية واضحة لتقييم الإمكانات التي تحتاج إليها للتنفيذ، وكذلك تتطلَّب محاولة التَّنبُّؤ على أُسس منهجية وعلمية صحيحة باحتمالات نجاحها أو فشلها.

وفق هذا المفهوم التطبيقي لدراسات الجدوى للمشروعات المُختلفة يُحدد قاموس الأعمال تعريفًا دقيقًا لها بـ”تحليل وتقييم فكرة مشروع مُقترحة لتحديد إمكانية تنفيذها من الناحية التقنية، وكذلك للتَّثبُّت من مُلاءمتها للإطار النقدي المُقدَّر لها، وأيضًا التَّنبُّؤ بمدى ربحيتها”.

وجدير بالذكر أن خُبراء الاقتصاد يؤكدون إلزامية إجراء دراسة جدوى لجميع الأفكار الاستثمارية حتى وإن رُصد لها ميزانيات محدودة.

مشتملات دراسة الجدوى

منهجيًّا لا بُدَّ أن تشتمل دراسة جدوى المشاريع بنود أساسية، هي:

  • وصفًا دقيقًا للمنتج أو للخدمة التي سيتم تقديمها عبر المشروع.
  • كامل البيانات المُحاسبية من حيث مُعدَّلات الربح والخسارة، والتوقيتات الزمنية لبدء جني هذه الأرباح المتوقعة.
  • التفاصيل الإدارية من حيث الطريقة والأسلوب والأشخاص، بما في ذلك تحديد مهاراتهم ورواتبهم ونسبتهم من الأرباح إن تقرر لهم ذلك.
  • بحوث وسياسات تسويقية مفصلة عن حجم السوق المُستهدف، ومواقع الأسواق والانتشار، والمعدل الزمني للاستحواذ على نسبة السوق المُستهدفة، بجانب البحث في مُعدَّلات الخطورة البيعية ونواتجها المُحتملة.
  • البيانات المالية من حيث التكاليف التفصيلية للأصول الثابتة والمتحركة لبدء المشروع على نحو صحيح بدراسة تفصيلية لأسعار الخامات والمعدات، وخلافه.
  • بيان المتطلبات القانونية والاشتراطات الضريبية والحكومية وتكلفتها المادية.

من خلال ما سبق يتأكد لنا الفرق الكبير بين دراسة جدوى المشروع وخطة عمله، فالأولى تبحث في جدوى الفكرة ونجاعتها، أما الثانية فلاحقة على الدِّراسة بعد إثبات النجاح والربحية من خلال صياغة الخطوات التنفيذية لنشأة الكيان على أرض الواقع.

فوائد دراسة الجدوى

من خلال ماهية دراسة جدوى المشروع وعناصرها الأساسية نجد أنها قائمة على إثبات أو نفي القُدرة على تنفيذ فكرة المشروع وجدوى استثمار الأموال فيها، وهو ما يعزز القرار بالشروع في التنفيذ أو التخلي عن الفكرة برُمَّتها، أو التَّعديل عليها وفق آليات السوق الحاكمة.

هنا تتضح الأهمية القصوى لدراسات الجدوى من خلال البدء في التطبيق الواقعي للأفكار الاستثمارية بناءً على رؤية واضحة وتفاصيل مادية وقانونية دقيقة، بعكس الشروع في التنفيذ لتتكشَّف مُستحدثات وعوائق لم تكن في الحسبان، أي إنها حاجز عن الفشل قبل وقوعه فعليًا وخسارة المال بشكل حقيقي.

كيفية إعداد دراسة جدوى احترافية

لا بد أن تنقسم دراسة جدوى المشروع إلى عدَّة أقسام تُغطي جميع جوانب المشروع، كما لا بُدَّ أن تتضمَّن كل المُعطيات والمعلومات التقنية من حيث التركيز على تقييم الموارد المُتاحة ومدى مناسبتها لطاقة وحجم الإنتاج المُقدَّر، وكذلك أنسب أنواع الآلات والمُعدَّات، وعدد وكفاءة وقُدرات العمالة، علاوةً على مُعطيات المنتج أو الخدمة المنتظر تقديمه للجمهور وركائز القوة ونقاط الضعف فيه ومدى صموده أمام المنافسة، إلى جانب المُعطيات المالية التي يبدأ البحث فيها بعد إثبات إمكانية تنفيذ الفكرة من الناحية التقنية، وهي المُعطيات التي تهتمُّ بتقييم كل نفقات التنفيذ وتقييم العائد المادي على هذه النفقات.

من خلال هذا الوصف يتضح أن دراسة جدوى لا بُدَّ في نهايتها أن تُجيب عن الأسئلة التالية:

كم التكلفة المالية لبدء التشغيل؟ وهل الفكرة تحتاج إلى تمويل خارجي إضافي؟ وأيُّ الهياكل التسعيريَّة التي ستُستخدم؟ وكم حجم المبيعات المُحتمل؟ وكم الوقت الذي سيصمد فيه المشروع لحين بدء عمليات البيع؟ وكم الوقت اللازم لتحقيق التعادل بين التكلفة والربح؟ وكم يبلغ مُعدَّل دوران رأس المال؟ وكم يبلغ عائد رأس المال؟

وإن لم تُجب دراسة جدوى عن هذه الأسئلة باستفاضة كاملة تكون فاشلةً، وَمِنْ ثَمَّ تُؤدِّي إلى فشل مُحقَّق لا محالة.

السابق
التَّخطيط الاستراتيجي
التالي
العمل عن بُعد

اترك تعليقاً