تعرف الصدمة النفسية على أنها التَّعرُّض لأحد الأمور أو الأزمات المُحزنة، مثل: التَّعرُّض للسَّرقة، أو النَّصب، أو وفاة أحد المُقرَّبين، أو حدوث أزمة عاطفية، أو الإصابة بأمراض عضوية خطيرة، وتتوقَّف حدَّة المشاعر السلبية التي تحدث نتيجة للصدمة النفسية على حسب حجم الخطر والخوف الذي تعرَّض له الإنسان؛ فهناك أزمات جسيمة للغاية، يصعب تحملها وتسبب آثارًا نفسية مُدمِّرة، وأخرى متوسطة، أو محدودة، ويُمكن تحمُّلها، وكذلك فإن طبيعة الشخص ذاتها قد تكون من بين العوامل المهمة لتجاوز الصدمات النفسية، والاستفادة منها كخبرات حياتية.
ما أنواع الصدمات النفسية؟
يُوجد تصنيفات مختلفة لأنواع الصدمات النفسية، وسنُقسمها تبعًا للمسببات كما يلي:
- الصدمات التي تنشأ عن فشل العلاقات العاطفية: تُعَدُّ الصدمات العاطفية من أخطر أنواع الصدمات النفسية، على الرغم من وجود بعض من يقللون من شأنها؛ وقد تكون الصدمات النفسية العاطفية سببًا لحوادث الانتحار، وإيذاء النفس بأي وسيلة ما.
- الصـــــــدمات التي تحدث نتيجة انفصال الوالدين: ويُعتبر ذلك النوع من الصدمات خطورةً، ويُؤثِّر على الحالة النفسية للأبناء، ولفترات زمنية كبيرة، وخاصة الفتيات، ومن الممكن أن يظل الوضع خطيرًا وسلبيًّا لحين تخطي مرحلة البلوغ، ومن ثم بدء فهم الواقع والتعامل معه.
- الصدمات التي تحدث بسبب التحرُّش أو الاغتصاب: وتُصيب تلك النوعية من الصدمات من يتعرَّضون للتحرُّش أو الاغتصاب، وهي من أكثر أنواع الصدمات النفسية خطورة، وقد تتطلَّب اللجوء لأخصائي نفسي؛ من أجل التخلص من الدواعي السلبية، ومُعاودة الاندماج مع المُجتمع مرَّة أخرى، وقد يحتاج ذلك لفترة زمنية كبيرة.
- الصدمات التي تحدث بسبب المُعاناة من الأمراض: هناك احتمالية للإصابة بالأمراض الخطيرة في أي مرحلة من العمر، وقد يسبب ذلك صدمة نفسية كبيرة، ومن ثم الحاجة للعلاج، والتعايش مع الأوضاع.
- نوعيات أخرى من الصدمات: بخلاف ما سبق ذكره فإنه يُوجد نوعيات من الصدمات النفسية الأخرى؛ مثل: تعرُّض الإنسان لهجوم من حيوانات مُفترسة، أو التعرُّض لابتزاز، أو دخول أحد المقربين للسجن… إلخ.
كيف يمكن أن تُعالج الصدمة النفسية بنفسك؟
إن التغلب على الصدمة النفسية ليس بالأمر الصعب، وكل من أصيب بصدمة نفسية عنيفة يعتقد في قرارة نفسه أن ذلك نهاية العالم، وينتابه كثير من أنواع التفكير السلبي الأخرى، والتي تُفضي بصاحبها لما لا تُحمد عُقباه، ويمكن لكل شخص أن يُعالج صدمته بنفسه، ودون اللجوء لأدوية أو وسائل علاجية من خلال اتباع ما يلي:
التضرُّع واللجوء إلى الله:
- يُعَدُّ التَّضرُّع واللجوء إلى الله في طليعة الطرق، التي يمكن اللجوء إليها لمعالجة الصدمات النفسية، ومن منَّا لم تحدث له سلبيات في حياته؟ فنحن بشر، وما أصابك لم يكُن ليُخطئك.
- الإيمان بالقدر خيره وشرِّه من بين القواعد الراسخة للدين الإسلامي، وبالطبع فإن اللجوء إلى الله والدعاء، والمُداومة على قراءة القُرآن، وأداء العبادات المقررة، ومن تُحدث انفراجة وعلاجًا للصدمات النفسية بفضل الله.
الاشتراك في أنشطة مفيدة لعلاج الصدمة النفسية :
- يُمكن نسيان الصدمات النفسية؛ من خلال التعايش ومُشاركة الآخرين فيما يقومون به من أنشطة مهم للغاية، وذلك من الأوجه المهمة لمعالجة الصدمة النفسية، وبالطبع كلما كانت هذه الأنشطة مهمة، وهادفة كان ذلك أفضل.
- وعلى سبيل المثال فإن هناك أنشطة خيرية لقوافل تجوب القرى والمدن، ويُمكن المُشاركة فيها، وكذلك يمكن مُمارسة كثير من الأنشطة الرياضية المهمة، مثل السباحة، وكُرة القدم، والتنس، واليوجا، والكاراتيه، والجمباز… إلخ، وكذلك يمكن الاشتراك في الأنشطة الترفيهية، التي تهتم بالرحلات في المناطق الأثرية والتاريخية والساحلية، وبما يساعد في تجديد النشاط، ولا ينبغي نسيان الأنشطة الثقافية التي تتمثل في حضور المؤتمرات والندوات المتعلقة بكل تصنيفات العلوم، سواء الأدبية أو العلمية.