كيف يُمكن التغلب على الإحباط والسلبية ؟ سؤال يدور في أذهان المُحبطين الذين يُعانون من عدم قُدرتهم على تخطِّي الصِّعاب، والتجاوب مع المُحيطين بشكل فعَّال بما يعود عليهم بالنفع، وعلى أسرهم، ومُجتمعاتهم، وهو ما سنتناوله من خلال موضوعنا.
ما أسباب الإحباط؟ وكيفية التغلب على ذلك؟
يُوجد كثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي للشعور بالإحباط، ومن بين ذلك:
- وضع أهداف يستحيل تحقُّقها: من المهم عند وضع الأهداف الشخصية أن تكون معقولة ومقبولة من الناحية المنطقية، ومن بين أسباب الإحباط وضع أهداف مُستحيلة، وفي النهاية لا يمكن بلوغها، ويوجد من يُعلِّق ذلك على شماعة الحظ وسوء التوفيق، والحقيقة أن ذلك قصور في التفكير والتخطيط منذ البداية، لذا يجب اختيار أهداف يسهل الوصول إليها، وذلك يساعد في التغلب على الإحباط والسلبية، ومن ثم تحقيق النجاح.
- رؤيـــــة الأمور بشكل سيئ: النظرة التشاؤمية للأمور أحد أسباب الإحباط، والبعض ينظر لنصف الكوب الفارغ، فعلى سبيل المثال يتوجَّه أحدهم لقضاء إحدى المصالح، وفي ذهنه أنه لن يُحقِّق المطلوب، فلماذا تتوجَّه من البداية إذا؟! أو يقوم أحدهم بفعل شيء، وفي ذهنه أنه سيفشل…!!!، وللتغلب على الإحباط والسلبية التي تنتج عن التشاؤم، وجب التيقن بأن الأمور ستسير على خير، وأن القاعدة هي الحصول على المآرب، والشاذ هو مُواجهة المُعوِّقات، ويقول النبي، صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر)). صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
-
عدم تقدير الذات:
- عدم تقدير الذات من بين أسباب الإحباط المحورية، وكثير من الأفراد يمتلكون مواهب وأفكارًا، ومقومات عقلية ومعارف لا حصر لها، ولكن يؤخرهم عدم تقديرهم لذاتهم، ولا يستوي كل ما سبق ذكره من مقومات دون ثقة بالنفس تساعد على تخطي الصعاب وبلوغ المأمول، وللتغلب على الإحباط والسلبية التي تنتج عن ذلك السبب؛ يجب أن يُعدِّد الفرد من مرَّات النجاح التي حدثت له، ويثق بنفسه بما فيه الكفاية.
- فقدان الحافز: يُعد فقدان الحافز أحد أسباب الإحباط، فنجد البعض يقومون بأعمال ومهمات دون وجود حافز، ومن ثم يتفاجؤون في النهاية بالفشل، وعدم القُدرة على تحقيق ما يصبون إليه، لذا يجب في البداية تهيئة الإنسان لأداء عمل معين والإبداع فيه، وأن يكون ذلك ضمن دائرة اهتماماته، وذلك هو الباعث الحقيقي للحافز، فلن يستطيع الفرد أن ينجح فيما لا يُحب.
- عدم اغتنام الفُرص: كثير من الفُرص تظهر في طليعة كل يوم أمامنا، والتكاسل عن اقتناص تلك الفرض يؤخر، فلماذا لا نغتنم الفُرص السهلة؟ وذلك يُعد فارقًا بين النجاح والفشل، وكثير من الناجحين يُعزون نجاحهم للفُرص التي تم اقتناصها، لذا يجب التخلص من عادة إهمال الفُرص للتغلب على الإحباط والسلبية.
علاج الإحباط بالقُرآن:
أثار الإحباط مُدمِّرة، سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو المجتمعي، وعلى الرغم من وجود كثير من القواعد والأسس التي نظمها خبراء التنمية البشرية في سبيل التغلب على الإحباط والسلبية، فإن علاج الإحباط بالقرآن يظل هو الخيار الأمثل؛ فهو كلام الله المنزل على رسوله الكريم، ويقول المولى -سبحانه وتعالى – في مُحكم آياته: بسم الله الرحمن الرحيم: (ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا(. صدق الله العظيم.
من بين أشهر الآيات التي وردت في الأحاديث الصحيحة كونها مُفرِّجة للهم والحزن والإحباط كل من: سورة البقرة، والفاتحة، والإخلاص، ويس، وآية الكرسي.