للوهلة الأولى ، عندما تسمع كلمة دوافع ، تتبادر الى ذهنك كلمة/ فعل : دَفَعَ ، و الدوافع جمع : دافِع ، أي الشيء الذي يدفع بنا نحو الأمام ، الشيء الذي يعطينا دفعة للتقدم ، وبتعبير أدق هي القوة الدافعة التي تنبع من الداخل .
الدوافع الذاتية أو المحركات الذاتية ، هي التي تقودنا نحو النجاح ، وقد وضعها الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله في كتابه : المفاتيح العشرة للنجاح ضمن اولى الخطوات لتحقيق هذا الأخير . وما من شيء في هذه الحياة سيحفزك للنجاح سوى الدوافع التي تنبعث من دواخلك .
ماهي أصناف من الدوافع
دافع البقاء
حسب ” ابراهام ماسلو ” فإن أهم الدوافع هو دافع البقاء ، وهو دافع فطري ، فهو الذي يدفع الانسان الى اشباع حاجاته الطبيعية مثل الطعام والماء والهواء ، بالإضافة الى الجنس والتوازن والنوم والاخراج ، كلها حاجيات فيزيولوجية للإنسان ، وقد وضعها ماسلو في قاعدة الهرم ، المعروف بهرم ماسلو ، اي أنها تشكل الأساس وبدون وجودها لن يكتمل باقي الهرم .
الدوافع الخارجية
هي تلك المحفزات التي تكون من مصادر خارجية ، إنها لا تنبع منك أنت شخصيا ، أنت فقط تستقيها من العالم الخارجي ، ربما يكون من والديك او أحد أصدقاءك ، أو فيديوهات اليوتيوب التحفيزية التي سرعان ما تلون بها كل الصفحات وابتلي بها عدد كبير من الناس ، إنها حقا تعطي متعة وتشعرك بالإيجابية ، لكن ألم تلاحظ يوما أن تأثيرها مؤقت ولحظي ، وبعد دقائق من انتهاء الفيديو والشعور ببعض الانتشاء والرغبة في تحقيق النجاح تعود لحالتك الطبيعية او ربما أكثر ! لهذا لا ينصح دائما بالتحفيز الخارجي ، لأن هذا يعني مباشرة أنه بانتهاء التحفيز الخارجي ينتهي معه كيانك وأحلامك ! إ الدوافع الخارجية سرعان ما تتلاشى !
الدوافع الداخلية
هذه الدوافع هي نفسها الدوافع الذاتية ، أي أنها قادمة من أصولك ومن ذاتك ، وهي متجذرة ومتقوية بكيانك ، لا تتلاشى بسرعة وربما تبقى معك لحياتك بأكملها ، لأنها مرتبطة بك وأنت مرتبط بها لن تبحث عن التحفيز في الخارج لأن ذاتك تجود عليك بالكثير منه ، الدوافع الذاتية هي التي تدفعك لتحقيق أعظم النتائج التي لن تحققها بالدوافع الخارجية والتحفيز الخارجي .
وبما أن الدوافع تذكرة قطار للتوجه نحو التفوق ، وبما أنها عامل مهم في تحقيق النجاح ، فعلى كل منها العمل على تنشيطها وتطويرها ، واليك عزيزي القارئ أهم الأمور التي ستساعدك في ذلك
كيفية تنشيط دوافعك
الاسترخاء
تساعد تمارين الاسترخاء على اراحة الجسم والعقل ، اذ تصفي الذهن تماما ، فهي تعمل بمثابة تنقية أو كونترول للذهن ، إنها ستساعدك على ابقاءك دوافعك الداخلية متوهجة ، وبالتالي سيصبح كل تركيزك متجها نحو أهدافك .
التأكيد
هل حربت ممارسة التأكيد قبل اليوم ؟ دعني أعطيك عريفا بسيطا عنه . فكما يجمل اسمه ، فالتأكيد هو أن تحث عقلك على تصديق أمر ما ربما يكون حقيقة أو ربما لا . فمن خلال تأكيد عبارات أو كلام تلعب على دورك الباطن . اذ سرعان ما يصدق تلك العبارات ويعمل وفقا لها .
الاكتفاء الذاتي
لا تنتظر أن تأتيك جرعة من التحفيز الخارجي من أحدهم . اذ سرعان ما سيزول تأثيرها ، اكتف بنفسك . ومن اليوم فصاعدا ثق بقدراتك وأهدافك .
تلعب الدوافع دورا مهما في نجاحك ، وفي غيابها سيكون من الصعب التقدم خطوة نحو الأمام !