التعلق العاطفي يختلف تصنيفه من شخص لآخر، فالبعض يراه إدمان، والبعض الآخر يصفه بالحب المرضي، حيث يغلب على هذا النوع من الحب مجموعة من السلوكيات التي يتم توجيهها للطرف الآخر، مثل الاهتمام المبالغ به، والتركيز المفرط تجاهه.
و يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى فقدان السيطرة، وفقدان التركيز على المصالح الأخرى وجوانب حياة الشخص الأخرى، بالاضافة الى التغيرات في السلوك العام والعديد من التأثيرات السلبية الأخرى.
التعلق العاطفي والإدمان
غالبًا ما يفضل الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، عندما يصل الى درجةالإدمان، الشعور بالحب بشكل مستمر، مما يؤدي إلى انخراطهم في هذا الإدمان تدريجيا وبشكل قهري.
وتجدر الاشارة الى ان الوقوع في الحب ليس عملا سحرياً كما يعتقد البعض، بل إنه عملية فسيولوجية معقدة تنطوي على هرمونات ومشاعر واحاسيس، وتفاعلات كيميائية جسدية أخرى.
كيف يعاني الشخص من مرض التعلق العاطفي؟
لقد توصل علماء النفس والخبراء الى بعض النظريات حول عملية الوقوع في الحب، والتي تبدأ عندما يشعر الشخص لأول مرة بالعاطفة تجاه شخص آخر، وبعد المراحل الأولى من الشهوة والجاذبية، يقوم الشخصان بحب بعضهما البعض، و إذا بقوا معاً، ينضج حبهم في النهاية، ويبدأو حياتهم كزوجين وعائلة واحدة.
وفيما يخص من يعانون من مرض التعلق العاطفي، او ادمان الحب، فيبدو أن هؤلاء الأشخاص، لا يتخطون المراحل الأولى من الوقوع في الحب، وهذا يعطي أولئك الذين يعانون من إدمان الحب، إحساساً مختلف، وهدف مختلف، حيث إنهم يصبحون معتمدين على أهدافهم العاطفية، وعلى أمل أن هؤلاء الأشخاص سيكملون حياتهم بطريقة أو بأخرى.
يخلق الشعور بالوقوع في الحب المفرط دون تركيز او التفكير في الطرف الآخر بشكل عقلاني، فهم خاطي لحقيقته، مما يعمق إدمان الحب، وهذا الشعور يخلق شغفا لهذا الحبيب، مما يجعل المحبوب هو التركيز الوحيد للمدمن.
ويميل الأشخاص الذين يعانون من إدمان الحب، والتعلق المرضى، إلى جذب اشخاص متجنبين للحب، حيث أن الأفراد الذين يتجنبون الحب هم أيضا أفراد غير مرتبطين.
التعلق العاطفي من الناحية النفسية
التعلق العاطفي المرضي غير مدرج من الناحية العلمية، وعلم النفس على أنه اضطراب نفسي او هوس عقلي، ضمن امراض الاضطرابات العقلية، ولكنه يميل إلى التصنيف ضمن فئة الاضطرابات القهرية، وقد تختلف المفاهيم و المصطلحات حول إدمان الحب، ولكن المفهوم الرئيسي، هو إصدار مجموعة من السلوكيات تجاه شخص الحبيب.
ماهي علامات التعلق العاطفي “ادمان الحب”؟
تشير العديد من الدراسات إلى أن الأنماط النفسية، لإدمان الحب تشبه إلى حد كبير أنماط إدمان المخدرات، حيث أن إدمان الحب له علامات جسدية ونفسية، وترتبط الجوانب الجسدية لإدمان الحب بمواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية، والتي تساعد الدماغ على التواصل مع بقية الجسم.
والحب، يؤدي إلى إطلاق هذه الناقلات العصبية، مما يحفز الدماغ، نحو مشاعر اللذة والإثارة، التي تدفع الشخص للبحث عن المزيد من هذه المتعة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإدمان.
ومع تطور إدمان الحب، يبحث الشخص المدمن عن علاقات جديدة وأكثر إثارة لتحقيق هذا الشعور الممتع.
كما يمكن أن يطور بعض الناس إدمان التعلق العاطفي، كاستجابة لتجارب طفولتهم، وخاصة التعرض لصدمة خلال مرحلة الطفولة، وفي المقابل عندما يتلقى شخص ما الكثير من الحب والرعاية في طفولته، من المحتمل أن يطور الشخص احترامه لذاته ويعمل على تكوين علاقات صحية.
الآثار الجانبية للتعلق العاطفي
تختلف علامات وأعراض إدمان الحب باختلاف الفرد، وقد تختلف شدة الأعراض بناءً على معايير الشخصية والبيئة المحيطة، وفي الغالب يتعرض الأشخاص المصابين بإدمان الحب السلوكيات التالية:
البحث المستمر عن احباء رومانسيين جدد
صعوبة قضاء الوقت بمفرده
استخدام الجنس للحفاظ على اهتمام الشريك
اختيار الأشخاص المسيئين باستمرار
تجنب الأصدقاء وأفراد الأسرة لمتابعة العلاقات الرومانسية
الخلط بين الجنس والحب
الشعور بمشاعر اليأس عندما لا يكون في علاقة
التعاسة في العلاقات الرومانسية
تجنب العلاقات لفترات طويلة
صعوبة ترك العلاقات السيئة
علاج ادمان التعلق العاطفي
بدون العلاج المناسب، قد يكون لإدمان الحب عواقب جسدية، لأنه غالبا ما يؤدي إلى أنماط سلوكية غير صحية، بما في ذلك:
الانخراط في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر للحفاظ على مصلحة الشريك.
عادات غير صحية للتعامل مع الألم العاطفي.
التعرض لإدمان آخر (الجنس والمخدرات والكحول).