تُعد فكرة التأثير في الآخرين من الأفكار التي يسعى لها الجميع، خصوصًا وأن التأثير يُعد من صفات القادة والأشخاص البارزين المهمين، لكن القدرة على التأثير تستدعي أن يكون الشخص على قدر كبير من الثقة والقدرات العقلية، هذا بالإضافة إلى موهبة الاقناع، فالمسألة ليس في اقناع الآخرين وإفادتهم، وإنما كذلك مساعدتهم لتخطي الصعوبات والعقبات، ومن أجل كل ذلك بات في الآخرين مسئولية هامة.
كيفية التأثير في الآخرين
ثمة بعض الطرق التي يُمكن استخدامها من أجل التأثير على الآخرين وسرعة اقناعهم أهمها:
- استخدام العواطف، فهذا الأسلوب يعد من أكثر الأساليب استخدامًا للوصول إلى التأثير على الآخرين ، حيث يتم الاعتماد بشكل كامل على عواطف الأشخاص ومحاولة اللعب على هذا الوتر الحساس لإقناعهم في النهاية.
- استخدام أسلوب الصفقة، وهذه الطريقة تقوم على عقد صفقة مع الشخص المرغوب في التأثير عليه ووضع مقابل لذلك التأثر والاقتناع.
- استخدام المنطق، وتلك الطريقة تفيد بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يجيدون التحدث بعقلانية، إذ أن هذا العقل سيجعلهم يتحدثون بالمنطق والحجة والبرهان.
- اللجوء للإجماع، وذلك من خلال الاتفاق مع مجموعة من الأشخاص على الاجماع على أمر ما، وهو ما يجعل الشخص المتبقي سهل التأثير عليه لعدم وجود مقاومة.
- مشاركة الاستنتاج، وتلك الطريقة تقوم على قيام الشخص المؤثر بتناول الأمر مع المؤثر عليه والاستنتاج حتى الوصول لطريقة مقنعة من وجهة نظره.
- استخدام القوة، وربما هذه الطريقة في التأثير هي الطريقة الأقل في الاستخدام والفاعلية، إذ أنه كلما تم استخدام القوة كلما كان ذلك سببًا في التأثير المربوط بالكره، لذا يُنصح بتجنب هذه الطريقة.
- الإطراء والمدح، ويُستخدم هذا الأسلوب مع أولئك الأشخاص الذين يرغبون في الشعور بأنفسهم وأن يكون الآخرين مقدرين لهم حتى لو لم يكونوا مستحقين لذلك.
ما هي أهمية التأثير في الآخرين ؟
من المهم أن نعرف بأنه أمر هام للغاية لأنه يُحقق بعض الأمور أهمها:
- توحيد الصفوف، فعندما يكون لدى الأشخاص قدرة على اقناع غيرهم فهذا يعني أن الحركة سوف تتم بشكل جماعي، وبالتالي لن تكون هناك أي مشكلة في اتخاذ أي إجراءات لأن الصفوف ستكون واحدة.
- ضمان تحقيق الهدف المطلوب بالصورة الصحيحة، ففكرة التأثير على الآخرين تعني أن يتم توجيههم بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، وبخلاف ذلك فإن عملية التوجيه سوف تتم باستهداف الهدف المطلوب، وهو ما يعني ضمان تحقيقه.
- زيادة قيمة الشخص وثقته بنفسه، فبالطبع عندما يقوم الشخص بـ التأثير على الآخرين بشكل مباشر فهذا يعني أن قيمته سوف تكون أكبر، وبالتالي سوف تكون هناك احتمالية لزيادة ثقته بنفسه عند تعامله مع الآخرين.
- مساعدة الآخرين بصورة صحيحة، فربما التأثير على الآخرين يكون سببًا من أسباب مساعدتهم من أجل تحقيق أهدافهم بصورة سليمة، فأحيانًا يحتاج الشخص إلى الاقتناع بشيء كي يقوم به، والتأثير يعني الاقناع، ومن هنا تأتي المساعدة.
علم التأثير في الآخرين
فكرة التأثير على الآخرين لا تُعد فكرة عادية أو يُمكن القيام بها بشكل طبيعي من الأشخاص العاديين، فهي تحتاج بالطبع إلى دراسة وعلم وتعود على الطرق التي يُمكن استخدامها في تنفيذ ذلك التأثير، وقد أكد معظم علماء النفس أن أفضل طريقة للتأثير السريع في الآخرين هي استخدام الصدق والحقيقة، بل هي الطريقة التي وردت في التعاليم الإسلامية كذلك، وفيما يتعلق بالطريقة الثانية من حيث المكانة والأهمية حسب علم فهي طريقة المدح والإطراء، إذ أن الأشخاص يميلون عادةً إلى الاقتناع بكل ما يقولوه من يُجاملونهم.